.... همزة وصل بين الهند والعالم العربي  

اخبــار الهنــــد

   

 رئيس التحرير : محمد حسين أحمد
   

آخر تحديث:الجمعة، 25 ديسمبر 2009م

الصفحة الاولى من نحن الاتصال بنا اعلن معنا المواقع المفيدة الصور
 

 

 

الهند في الاعلام العربي


ارتفاع أسعار الذهب يزيد مشكلات الزواج في الهند
وارداتها منه 800 طن سنويا بما يعادل 20% من الطلب العالمي

نيودلهي: براكريتي غوبتا

عروسة مسلمة هندية من المقرر أن تتزوج ريحانة صديقي التي يعاني أبوها القلق الدائم في يناير المقبل. ولكن قلق والد ريحانا في الوقت الراهن لا يتعلق بمصير ابنته ولكنه يتعلق بكيف يمكنه تدبير ما يحتاجه من مال لشراء حلي زفافها في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار ذلك المعدن الأصفر.

ولكي تخفف العبء عن أكتاف والدها، قررت ريحانا انتقاء الحلي خفيفة الوزن رغم إصرار والدتها على اختيار الحلي الثقيلة كما هو متعارف عليه في الأفراح الكشميرية كافة، حيث إن كمية الذهب في جهاز العروس تحدد وضع العروس ضمن أفراد أسرة الزوج.

وتمثل تلك الظاهرة قضية عامة، فقد تغيرت الطريقة التي يتعامل بها الناس مع فكرة أنه كلما ازدادت كمية الذهب كان أفضل خلال الموسم الجاري نظرا إلى ارتفاع أسعاره، حيث اضطُر الكثير من النساء إلى البحث عن حلول بديلة. لقد كان بريق الذهب دائما يجذب الهنديات، لأسباب متعددة، أهمها هو أن يمثل عاملا من عوامل تأمين المستقبل، وأنه يعد وسيطا جيدا للمقايضة. وتمثل الحلي الذهبية العنصر الأساسي في باقة المهر الهندية. ويعتقد الكثير من الآباء في الهند أن الذهب الذي تصطحبه العروس إلى المنزل الجديد يمنحها إحساسا بالثقة في ذاتها.

يُذكر أنه في الهند يتم نحو 8 ملايين زيجة سنويا، تتراوح كمية الذهب المستخدمة فيها بين 25 و200 جنيه إنجليزي ذهبي.  وتشير التقديرات إلى أن بحوزة الأفراد الهنود ما يصل قيمته 18 ألف طن من الذهب وهو ما يزيد 25 مرة على ما يمتلكه البنك المركزي الهندي.

وتشير التقديرات إلى أنه يوجد بحوزة الأفراد ما قيمته 18 ألف طن من الذهب، وهو ما يزيد 25 مرة على ما يمتلكه البنك المركزي، وبنك الاحتياطي الهندي، الذي لديه احتياطي الذهب الحادي عشر على مستوى العالم.
وجدير بالذكر أن الهند تعد أكثر الدول استهلاكا للذهب على مستوى العالم، حيث يتم تصنيع تماثيل الآلهة من الذهب، كما يستخدم معظم سكان شبه القارة الهندية بأسرها سواء الهند، أو باكستان، أو بنغلاديش، أو نيبال، الذهب بشكل أساسي خلال مراسم الزواج. وعلى الرغم من أن منح البنات الحلي الذهبية لحظة الزفاف هو أحد تقاليد الأسر الهندوسية، فقد انتقلت تلك الظاهرة إلى الطوائف الدينية الأخرى خصوصا المسلمين، وأصبحت العروس الهندية بصفة عامة ترتدي مقدارا كبيرا من الحلي في ليلة الزفاف. ولأن معظم الزيجات التي يتم عقدها في الهند هي زيجات تقليدية، فإن الأبوين هما اللذان يتسوقان لشراء الحلي الذهبية. وفي الكثير من الحالات، تمنح الأمهات حليهن الذهبية لبناتهن أو زوجات أبنائهن.

وعلى الرغم من ذلك، يشعر الناس هنا إلى حد كبير بوطأة ارتفاع أسعار الذهب المحلية إلى مستويات قياسية حيث تجاوزت أوقية الذهب ألف دولار. وفي العادة تتراوح واردات الهند ما بين 700 و 800 طن من الذهب سنويا، كما تعادل نحو 20 في المائة من الطلب العالمي. وخلال عام واحد، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 53 في المائة من ما قيمته 742 إلى نحو 1134 دولارا لكل أوقية في الأسواق الدولية. ونظرا إلى تك القفزة في الأسعار، ارتفعت قيمة احتياطي الذهب الذي يحتفظ به الأفراد -الأكبر على مستوى العالم- من 357 مليار دولار إلى 547 مليار دولار بارتفاع قدره نحو 190 مليار دولار. وبالنسبة إلى عرائس وعرسان المستقبل، يمثل التسوق خلال موسم الزواج في الهند والذي يبدأ من نوفمبر ويمتد حتى نهاية يناير مصدرا حقيقيا للقلق.

وعلى الرغم من أنه لم تحدث تغيرات كبرى على مراسم حفلات الزواج في الهند -في ما يتعلق بالألوان، وكرم الضيافة، والبهجة المنتشرة في كل مكان، والطعام الشهي- هناك شيء واحد طرأ عليه بعض التغير: الذهب. فلارتفاع أسعاره، أصبح من الصعب على أسر الفتيات شراء الحلي الذهبية من أجل مراسم الزواج.

ويقول كبار بائعي التجزئة في نيودلهي إن الزبائن يلحون في طلب الحلي الرخيصة مثل الخواتم، والأقراط، والأساور، والقلادات. ومن جهة أخرى، تقول شركة «تانشيكي» التابعة لشركة «تاتا» بغرب دلهي، على لسان مدير أحد فروعها، إن «الكثيرين من المستهلكين يأتون لطلب الحلي التي تحتوي على قدر أقل من الذهب».

وبالنسبة إلى الهنود، كلما كبر حجم الحلي كانت أجمل، فهم يرغبون في شراء الحلي الأكبر حجما، حيث لا يميلون أبدا إلى شراء التصميمات الصغيرة الدقيقة، بل إنهم يحبون الحلي الضخمة البراقة. ولكنهم أصبحوا مضطرين في الوقت الراهن إلى التنازل، لارتفاع أسعار الذهب القياسي. وكاستجابة لحاجة العملاء إلى حلي أرخص بتصميمات هندية، قام مصنعو الحلي باستيراد تكنولوجيا وخليط جديد من الذهب، حيث أصبحوا يصنعون الحلي باستخدام تقنيات التفريغ التي تمكنهم من تقليل نسبة الذهب في تلك الحلي الذهبية بنسبة 50 في المائة.

وباستخدام تلك التقنيات الحديثة، فإن مصنّعي الذهب مدربون على تسطيح الذهب قيراط 22 وحشوه بخليط من الفضة والنحاس لجعل الحلي ثقيلة الوزن. فيقول نيبون جين (صاحب إحدى ورش تصنيع الذهب في دلهي): «لقد اشتريت ماكينات إيطالية، واستعنت بمصممين أجانب لإنتاج تصميمات هندية باستخدام التشكيل الإلكتروني وتقنيات التفريغ». ويضيف: «يجب أن نفاجئ الناس ببيع حلى ذهبية ضخمة وثقيلة الوزن وبأسعار رخيصة أيضا».
ولكن على أي حال، هناك من يستبدلون بالذهب شراء الأسهم أو الصناديق المشتركة. فمؤخرا قرر أحد الآباء في إحدى حفلات الزفاف في دلهي أن يتخلى عن التقاليد ويمنح ابنته أسهما في كبرى الشركات بدلا من أن يمنحها الذهب والألماس. ولارتفاع أسعار الذهب المستمر في الوقت الراهن وبقاء الأوراق المالية من الدرجة الأولى في متناول الأيدي، يتجه الكثير من الآباء لشراء الأسهم والسندات، بل والأوراق المالية.

ومن جهتها، تقول شاغون ديال سوراب (أستاذة في الإعلام في العشرينيات من عمرها) إنها بدأت بالفعل تشعر بالقلق حيال حفل زفاف ابنتها أرين ذات التسعة الأشهر. ويرجع السبب في مخاوفها بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أسعار الذهب، فتقول لزملائها مازحة: «عندما تبلغ ابنتي العشرين، سيكون الناس قد بدأوا يرتدون الحلي المصنوعة من الخشب. ومن يدري؟ فقد ترتفع أسعار الحلي الخشبية كذلك». وتقليديا، كان مستهلكو الذهب يشترون الذهب بالوزن، ولكن لارتفاع الثمن ظهرت ظاهرة جديدة حيث أصبح للمستهلكين «ميزانية الروبية» بدلا من ميزانية الوزن.

إن للذهب أهمية ثقافية ودينية بالنسبة إلى الهنود، حيث إنه المعدن المفضل كما أنه المظهر الأساسي للثراء والرخاء.

وللتغلب على أزمة ارتفاع الأسعار، تحاول الكثير من السيدات خصوصا في المناطق المدنية، تخفيف وزن الحلي الذهبية حيث يلجأون إلى التصميمات التي تحافظ على الكتلة والبريق ولكنها في نفس الوقت أقل في الوزن. تقول ديفيا غوبتا، المحاسبة التي تبلغ 28 عاما والتي سوف تتزوج في يناير (كانون الثاني) القادم: «أرغب في الالتزام بالتقاليد الهندية وشراء حلي ثقيلة الوزن. فيجب أن تظهر العروس دائما بمظهر متميز وتتباهى بالحلي التي ترتديها». كانت ديفيا قد اشترت بعض الحلي الذهبية الجديدة وسوارا ماسيا كان يبدو براقا للغاية ولكنها لن يكون لديها سوى قطع قليلة من الحلي بخلاف قطع الحلي الثقيلة الخاصة بأمها.

ومن جهة أخرى، تقول فنود شارما، مساعد المبيعات في «شري رام هاري رام للحلي»: «الأشخاص الراقون هم الذين يشترون الألماس، وهم الذين يبيعون الذهب لشراء الألماس».

وتأسف شوشام لأنها لم تشترِ الذهب في بداية العام عندما كان سعره يصل إلى 13 ألف روبية لكل 10 غرامات. وعلى غرار مثيلاتها، ما زالت شوشام تعتقد أن الذهب يمثل استثمارا ويستحق أن تنفق من أجله كل بنس تمتلكه، وقد اشترت شوشام بالفعل 300 غرام من الذهب.

وكانت الكثيرات من الفتيات قد هُرعن لشراء الذهب في تلك البلاد التي يُعتبر فيها شراء الذهب استثمارا جيدا. كما ارتفعت أسعار الذهب حتى تجاوزت مستوى 18 ألف روبية حتى ديسمبر . ومع ارتفاع أسعار الذهب، أصبحت محال الحلي تبدو كأنها مناطق مهجورة. فيقول راتان أغاروال صاحب أحد محلات الحلي بدلهي القديمة: «مع الارتفاع الأخير لأسعار الذهب، انخفض معدل مبيعات الحلي الذهبية وذلك رغم أن موسم الزواج في الهندي قد بدأ بالفعل». مضيفا: «يشتري الناس الذهب وفقا لكتلته في ظل ارتفاع الأسعار. وفي الوقت الراهن انخفضت معدلات شراء الذهب، وأصبحت عمليات الشراء تقتصر على العرائس فقط».

فلم يعد المشترون يسعون لشراء الحلي الذهبية دقيقة الصنع التي يتم توارثها عبر الأجيال بل يشترون القلائد والأساور والخواتم لأنها أرخص.

ومن جهة أخرى، يقول ديفانغ كابور أحد تجار الحلي في المدينة: «تتأثر عمليات شراء الذهب بالمخاوف من ارتفاع أسعار الذهب مرة أخرى. ونجد صعوبة حاليا في إيجاد المشترين. بل إن بعض الزبائن يأتون إلينا وهم يرغبون في صهر حليهم الذهبية وتحويلها إلى تصميمات معاصرة لتوفير بعض المال».

ويلجأ بعض الزبائن إلى شراء الحلي الصناعية العرقية للحصول على المظهر المطلوب دون إنفاق ثروة طائلة لشراء قطع الحلي. وخلال أحد معارض الحلي التي تم تنظيمها مؤخرا في المدينة كان هناك طلب متزايد على شراء حلي البولكي وقطع الحلي المصنوعة من أحجار شبه كريمة.

ولأن الهند تعد المستهلك الأكثر سخاء للذهب على مستوى العالم، فلا يمكن أن تمر بإحدى المدن الهندية دون أن تلفت نظرك لافتات محلات الذهب المنتشرة في كل مكان. ولدى قرية شافاكاد الصغيرة بوسط كيرالا التي تقع في الجزء الجنوبي من الهند والتي تستهلك نحو 20 في المائة من الذهب المباع في البلاد أكثر من 115 محلا لبيع الذهب! مما لاشك فيه أن مراسم حفلات الزفاف ستظل كما هي في الهند، إلا أن كمية الذهب التي يشتريها العروسان سوف تتأثر بالطبع.


نقلا عن جريدة  "الشرق الاوسط"







































 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الهند

نبذة عن الهند

الولايات الهندية

الثقافة  والمجتمع

الهند والعالم العربي

الهند في الاعلام العربي

قضايا ذات اهتمام مشترك

علاقات عربية هندية

الاخبار

سياسة وصحف

منوعات

الاقتصاد والتجارة

اخبار اقتصادية
استثمارات هندية
استثمارات أجنبية
شركات هندية

العلوم والتكنولوجيا

تكنولوجيا
قضايا التعليم

الطب والعلاج

الطب و الصحة
مستشفيات الهند

السياحة

وجهات سياحية
خدمات سياحية

الدليل التجاري

صادرات هندية

اعلانات مبوبة

 


 
جميع الحقوق محفوظة - اخبار الهند