.... همزة وصل بين الهند والعالم العربي  

اخبــار الهنــــد

   

 رئيس التحرير : محمد حسين أحمد
   

آخر تحديث: الجمعة، 4 ديسمبر 2009م

الصفحة الاولى من نحن الاتصال بنا اعلن معنا المواقع المفيدة الصور
 

 

 

الهند في الاعلام العربي

ما الذي يريده مسلمو الهند؟

تبريز أحمد نيازي

أقرّ المؤتمر العام الثلاثون لجمعية علماء الهند بتاريخ الثالث من نوفمبر 2009، فتوى صدرت عام 2006 عن معهد دار العلوم الواسع النفوذ في مدينة ديوباند, التي تدعو المسلمين إلى عدم ترديد النشيد الوطني الهندي فاندي ماتارام, لأنه يخالف عقيدة التوحيد في الإسلام. ونظراً لأن وزير الداخلية الهندي بي تشيدامبارام حضر المؤتمر العام الذي عقدته الجمعية، فقد أثارت الفتوى لغطاً سياسياً. ذلك أن حزب بهاراتيا جاناتا اليميني المعارض يتهم الحكومة الموجودة على رأس السلطة بإضفاء صفة شرعية على موقف الجمعية الداعي إلى عدم ترديد أغنية فاندي ماتارام. إن هذه الفتوى تثير عديدا من الأسئلة: هل تستطيع جمعية علماء الهند التحدث بالنيابة عن المجتمع الهندي المسلم بأكمله؟ هل يعد مسلمو الهند جماعة موحدة؟ هل ينبغي على المسلمين الهنود أن ينظروا إلى ما وراء القضايا الدينية وأن يهتموا أكثر بالقضايا البنّاءة كالتعليم والتنمية الاقتصادية؟

فبدلاً من إصدار فتوى مناهضة للأمية والجهل، يبدو أن المنظمات الإسلامية في الهند منشغلة في المماحكة بأمور لا تهم السواد الأعظم من الجالية المسلمة بصورة مباشرة. إن الإسلام يولي أهمية كبيرة للتعليم الذي أكد الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضرورته في الحديث الشريف «اطلبوا العلم ولو في الصين». ورغم الأهمية الكبيرة التي يوليها الإسلام للتعليم، فإن الجالية المسلمة في الهند هي أكثر الجاليات والجماعات تخلفاً.

إن تقرير لجنة ساشار الصادر عام 2006، يدل على الحرمان الذي يعانيه المسلمون مقارنة بالأقليات الأخرى في الهند. فرغم أن المسلمين يشكلون نسبة 13.4 في المائة من مجموع سكان الهند، فإن تمثيلهم في المهن الحكومية لا يتجاوز 4.9 في المائة، في حين أن نسبة من يعملون منهم في الخدمة المدنية تتدنى إلى 3.2 في المائة. وعلى نحو مشابه، فإن نسبة خريجي الجامعات هي 3.4 في المائة فقط من مجموع السكان المسلمين.

وهذا يدعو إلى التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء تخلف مسلمي الهند, فهل هذا التخلف مرده السياسات التمييزية التي تتبعها الدولة الهندية تجاه الجالية المسلمة؟ أم أن هناك عوامل اجتماعية وسياسية أخرى تقف وراءه؟

بدلاً من إلقاء كامل اللوم على الدولة الهندية بسبب محنة مسلمي الهند، هناك حاجة إلى تحليل العوامل الداخلية الأخرى التي أثرت وتؤثر في الجالية المسلمة. ومن القضايا التي تبرز على هذا الصعيد, عقلية الجيتو أو الانغلاق المنتشرة بين أغلبية المسلمين الهنود, فرغم تمتعهم بحقوق المواطنة المتساوية، يعيش مسلمو الهند في خوف مستمر فرضوه على أنفسهم. وقد فشل المسلمون في الهند في استغلال الفرص التي أتيحت لهم بسبب تدني نظرتهم الذاتية لأنفسهم. وقد وجدت هذه النظرة إلى حد كبير على يد النخبة السياسية والدينية المسلمة التي تعمل لمنفعتها الخاصة, لكي تقدم نفسها على أنها تمثل الجالية المسلمة التي كانت ستعاني الانقسامات الداخلية لولاها, وقد تعمقت هذه المشاعر لدى الجماهير الإسلامية.

وهكذا، فإنه رغم الظروف الموضوعية المتاحة لهم للتنافس في مجال الخدمات العامة باعتبارهم مواطنين متساوين مع غيرهم، فإن مسلمي الهند يجهدون أنفسهم بالعمل التجاري. إن السواد الأعظم منهم يمارسون الأعمال الخاصة بهم دون أن يعيروا كبير اهتمام للتعليم العالي. لا غرابة إذن في أن نسبة العاملين منهم في الخدمات العامة مقارنة بنسبتهم إلى مجموع السكان ما زالت متدنية. وقد وفر هذا الفرص لمن يُدعَوْن بالمدافعين عن حقوق الأقليات لإضفاء صبغة سياسية على الموضوع عبر التأكيد على ورقة الأقلية المقموعة والمضطهدة. إن هذا لا يسلط الضوء على المشكلات الأساسية المسؤولة عن تهميش الجالية المسلمة في الهند.

ولا يسع المرء إلا أن يأمل في أن يحرر المسلمون الهنود أنفسهم من الانقسامات السياسية التي تدب بين قادتهم وأن يتبعوا سياسة بناءة محددة الأهداف. ولا يبدو أن هذا الأمل غير معقول في ضوء بروز طبقة متوسطة مسلمة كبيرة الحجم والقوة المتنامية التي حصلت عليها. ورغم أن الطبقات المتوسطة موجودة من قبل بين المسلمين الهنود، فقد طرأت تغييرات كبيرة على هذه الطبقة خلال 50 عاماً الماضية, فقد انتقلت من كونها نخبة من ملاك الأراضي التقليديين إلى طبقة من الموظفين الذي يتقاضون الرواتب، والمفكرين، ورجال الأعمال والتجار. وكثير منهم يتشاركون في الشعور بأنهم خارج سياق الأحداث والاهتمام العام وأن التمييز يمارس ضدهم, غير أنهم لا يوافقون على حل تظلماتهم بالوسائل العنيفة. كما أن الطبقة المتوسطة الجديدة أقل تمسكاً بالدين رغم أنها ملتزمة من الناحية العقائدية بالإسلام الإصلاحي. إنهم ليسوا واقعين تحت سيطرة السياسة العاطفية والتعصب الديني، بل إنهم يفضلون إرسال أبنائهم إلى المدارس العامة أو إلى الأديرة ولا يعارضون بالضرورة التزاوج بين أتباع الأديان المختلفة.

تحدث هذه التحولات في الطبقات المتوسطة المسلمة الهندية بسبب عدد من العوامل, مثل النمو السريع للاقتصاد الهندي، وزيادة التوجه إلى العلم, وانتقال المسلمين إلى دول الخليج وغيرها من أجل العمل.

من الناحية التاريخية، كان هناك مسلمون معتدلون وإصلاحيون ولو أن صوتهم مكبوت. لكن هذه العناصر الإصلاحية لم تنخرط في السياق العام إلا في الأعوام العشرة الأخيرة. إنهم عازمون على ألا يكون الحديث عن الإسلام حكراً على المتطرفين أو من يدعون أنفسهم بالمدافعين عن الإسلام. ويتضح هذا بجلاء من حقيقة أن سياسة الفتاوى التي لعبت دوراً مهماً في تحديد سلوك أغلبية المسلمين في الماضي, بدأت تفقد أهميتها. ذلك أن مسلمي الهند أخذوا يصبحون بالتدريج أكثر توجهاً نحو الفردية، ولا غرابة إذن في أن يصوت المسلمون، على عكس الفتوى التي أصدرها شاهي إمام من جماعة مسجد, والتي دعاهم فيها إلى التصويت لحزب بهاراتيا جاناتا في الانتخابات العامة التي جرت عام 2004، لمصلحة الأحزاب العلمانية الأخرى. وهكذا، فعندما تكون لديهم تظلمات، فإنهم يفضلون حلها بالوسائل الديمقراطية.  إن إيمانهم بالوسائل الدستورية والديمقراطية هو الذي أبقاهم بعيدين عن سياسات رد الفعل حتى في أعقاب أسوأ عمليات قتل تعرضوا لها في جوجاراث عام 2002.

وبالنظر إلى جميع هذه التطورات الإيجابية التي حدثت في العقد الماضي وحده، لا يسع المرء إلا أن يأمل في أن يتلاشى الجدل الأخير بصورة طبيعية عبر اختيار مسلمي الهند الاهتمام بالمسائل الأكثر أهمية كالتعليم، والتنمية الاقتصادية والسياسية.


نقلا عن  «الاقتصادية»

 

 

 

 

 

 

الهند

نبذة عن الهند

الولايات الهندية

الثقافة  والمجتمع

الهند والعالم العربي

الهند في الاعلام العربي

قضايا ذات اهتمام مشترك

علاقات عربية هندية

الاخبار

سياسة وصحف

منوعات

الاقتصاد والتجارة

اخبار اقتصادية
استثمارات هندية
استثمارات أجنبية
شركات هندية

العلوم والتكنولوجيا

تكنولوجيا
قضايا التعليم

الطب والعلاج

الطب و الصحة
مستشفيات الهند

السياحة

وجهات سياحية
خدمات سياحية

الدليل التجاري

صادرات هندية

اعلانات مبوبة

 


 
جميع الحقوق محفوظة - اخبار الهند