سياسة:

حزب المؤتمر الهندي يختار حلفاء جددا للائتلاف بعد فوزه بالانتخابات

يودلهي :

اجرى حزب المؤتمر محادثات يوم الاحد لاختيار حلفاء لضمهم الى ائتلاف حكومي مستقر بعد ان حقق الائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء مانموهان سينغ الفوز على عكس التوقعات التي تنبأت بمنافسة شرسة وأشارت بيانات لجنة الاِشراف على الانتخابات الى أنه لا ينقصه سوى 11 مقعدا لتحقيق الاغلبية المطلقة في البرلمان المؤلف من 543 مقعدا

وعقد كبار زعماء الحزب بمن فيهم سينغ وزعيمة الحزب سونيا غاندي ووزير الخارجية براناب مخيرجي اجتماعا يوم الاحد ناقشوا خلاله الحلفاء المحتملين.

وذكرت قنوات تلفزيون محلية أن من المتوقع أن يجري حزب المؤتمر محادثات مع حزب ساماجوادي الاقليمي الذي يتخذ من ولاية أوتار براديش بشمال البلاد قاعدة له لاحتمال ضمه الى الائتلاف.

وساند الحزب الحكومة التي قادها حزب المؤتمر خلال العام المنقضي بشان الاتفاق النووي المدني مع الولايات المتحدة الامريكية.

وقال راجيف شوكلا المتحدث باسم حزب المؤتمر "لا أستطيع سوى أن أقول لكم ان هناك العديد من الجماعات الاصغر والعديد من الاحزاب السياسية أو المستقلين المستعدين جدا لمساندة هذه الحكومة من أجل المصلحة الوطنية."

وكانت مؤسسات لاستطلاع الاراء تنبأت بأن زعماء اقليميين مثل ماياواتي وهو زعيم ينتمي الى طائفة اجتماعية دنيا في شمال الهند يمكن أن يصبح في يدهم ميزان القوى بعد الانتخابات وأن يعرقلوا السياسة الاقتصادية ويطالبوا بحقائب وزارية.

ومن شأن تشكيل ائتلاف قوي بقيادة حزب المؤتمر لا يتعرض لضغوط من شركائه الشيوعيين السابقين أن يعزز احتمالات اجراء اصلاحات لتحفيز النمو في ثالث أكبر اقتصاد في اسيا.

كما ستتمتع الحكومة الجديدة ايضا بتفويض قوي للتعامل مع قضايا أمنية في منطقة يخيم عليها عدم الاستقرار في باكستان وأفغانستان.

وسيكون حزب المؤتمر حرا في السعي الى علاقات أوثق مع الولايات المتحدة وهو أمر عارضه الشيوعيون الذين انسحبوا في نهاية الامر من الائتلاف بسبب الاتفاق النووي المذكور.

ويتوقع أن تنتعش الاسواق الهندية يوم الاثنين وسط توقعات بأن يؤدي الفوز الحاسم في الانتخابات الى تشكيل حكومة قوية ومستقرة الامر الذي من شأنه أن يسرع وتيرة الاصلاح الاقتصادي.

وذكر محللون أن من المتوقع أن ترتفع العملة الهندية الى أكثر من 49 روبية مقابل الدولار وأن تتهاوى السندات اذ يرجح أن تشجع نتيجة الانتخابات المستثمرين الاجانب.

وقال المحلل الاقتصادي ارون كيجريوال عن سوق الاسهم "يمكن أن ترتفع الاسواق بما بين 1100 و1300 نقطة خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة لانه ما كان يمكن تحقيق تركيبة أفضل."
ويتعين أن ينتهي حزب المؤتمر من تشكيل حكومة بحلول الثاني من يونيو.

وبينما يعطي التفويض القوي للاصلاحي سينغ الحرية في مواصلة الاصلاحات التي تدعم السوق تحدث زعماء حزب المؤتمر بنبرة حذرة قائلين انهم سيركزون بدلا من ذلك على انعاش الطلب المحلي.

وقال وزير التجارة كمال ناث في مقابلة عن طريق الهاتف "بعض رموز العالم المالي الذين كانوا يدافعون عن الاصلاحات المالية اغلقوا اعمالهم. ينبغي ان نكون حذرين هذه المرة."

وبنى حزب المؤتمر حملته الانتخابية على انفاق قياسي على الفقراء في الريف شمل برنامجا ضخما للوظائف العامة في المناطق الريفية وبرنامجا مكلفا لاسقاط ديون المزارعين ومن غير المحتمل ان يتخلى عن مثل هذه البرامج.
وكتب المحلل السياسي ماهيش رانجاراجان في صحيفة ميل توداي "النمو الشامل كان سر النجاح."

ومن المتوقع أن تناقش قيادة حزب المؤتمر أيضا دورا في الحكومة لراهول غاندي سليل أسرة غاندي-نهرو الذي ينظر اليه على أنه مهندس عودة نجم حزب المؤتمر الى البزوغ خاصة في الولايات الشمالية.

ورغم أن سينغ (76 عاما) سيحتفظ بمنصبه في الوقت الحالي الا أن غاندي يعتبر رئيسا محتملا للحكومة في المستقبل.

وكتبت صحيفة تايمز أوف انديا "حكم 2009 كان أيضا تقييما حاسما لراهول غاندي البالغ من العمر 39 عاما كمنظم للحملات ومخطط سياسي والمرشح ليكون ملكا. والتقييم لصالحه على نحو ساحق."
من كريتيفاس مخيرجي . (رويترز)