يوم الثلاثاء الموافق 22 يوليو  2008م

الهند تشهد ازدهارا في قطاع البيع بالتجزئة

نيو دلهي:

مع الازدهار وارتفاع الدخل المتاح للطبقة الوسطى من المجتمع في المدن الهندية بسبب ارتفاع النمو الاقتصادي ، تشهدا لهند طفرة في قطاع البيع بالتجزئة.

وقد أدى هذا الى نمو قطاع البيع بالتجزئة بشكل منظم الأمر الذي يغير أسلوب التسوق لا سيما في المدن الكبيرة مثل دلهي ومومباي ، بنغالور ، بوني ، تشيناي ، حيدر اباد وغيرها.

وان من ابرز الرموز لقطاع البيع بالتجزئة المنظم هو ظهور مراكز التسوق الراقية التي انتشرت في الكثير من المدن الكبيرة والمتوسطة عبر الهند. ونالت مراكز التسوق في مدن مثل دلهي مع ظروفها المناخية القاسية نجاحا باهرا.

وحتى في ذروة موسم الصيف عندما تصل درجة الحرارة الى 42 درجة مئوية لم تعد عملية التسوق ممارسة غير سارة وعلى العكس من ذلك ان هذه المراكز للتسوق في أنحاء مختلفة من المدينة جعلت عملية التسوق ممارسة ممتعة وفي الواقع أضحت عملية التسوق وسيلة للاسترخاء في جو نظام التكييف.

ادت ظاهرة انتشار مراكز التسوق الى مخاوف بان المحلات التجاريةالكائنة على الشوارع متوجهة إلى موت حتمى لا محالة ، الا انه اظهر مسح أجرى مؤخرا من قبل مؤسسة جونز لانغ لاسالي ميغراج وهي مؤسسة استشارات عقارية دولية بأنه برغم الارتفاع في عدد مراكز التسوق في المدينة لا زالت المتاجر على الشوارع تزدهر.

كما يظهر المسح بان وجود مراكز التسوق الجديدة في الشوارع الراقية يزيد من جاذبية الشارع بأكمله ويسمح لكلا من مراكز التسوق و محلات الشوارع الراقية بان تستفيد على قدم المساواة من قاعدة المستهلكين الذين يتدفقون الى هذه الشوارع حيث يمكنهم العثور على مجموعة من محلات التجزئة الراقية و التسوق في المحلات المكيفة في مراكز التسوق الجديدة.

ويقول التقرير "وبرغم حداثة مراكز التسوق ان الأدلة الأولية تشير الى ان المتاجر و مراكز التسوق و المحلات الكائنة على الشوارع الراقية تكمل بعضها البعض.

وحسب التقرير ان الأدلة المروية بشان التكاملية بين المحلات الراقية ومراكز التسوق تأتي من الحالات القليلة التي وجدت في بنغالور، تشيناي، حيدراباد، كولكتا وبوني حيث تقول تغذية غير رسمية من تجار التجزئة على امتداد الشوارع الراقية والذين يملكون المحلات التجارية في مراكز التسوق بأنه يستفيد كلا منهم من وجودالآخر.

ويقول احد كبار الخبراء الاستشاريين مع مؤسسة تاناجي تشاكرابورتي بان المحلات على الشوارع الراقية والتي كانت تواجه أوقات صعبة قبل فترة من الزمن عادت بقوة لممارسة التجارة ولا سيما في المناطق المتطورة بالكامل حيث لا يمكن أجراء المزيد من التوسع لمنافذ التجزئة فاستعادت المحلات التجارية الموجودة سحرها.

وخلال العامين الماضيين منذ ان أصبحت الاستهلاكية آخذة في النمو أخذت هذه ألاماكن الراقية للتسوق تعزز مكانتها إما من قبل اتحاد أصحاب المحلات او من قبل البلديات لتوفير كافة سبل الراحة للمستهلكين.

فادى هذا إلى جاذبية البيع بالتجزئة وأضاف التقرير بان عملية تحسين الشوارع على الصعيد العالمي هي مسألة خطيرة و غالبا ما ترتبط بمسألة تجديد المنطقة بأسرها. وعادة ما يتعاون كل من أصحاب المصلحة في الشوارع وتجار التجزئة وأصحاب العقارات ومطورو مراكز التسوق والسلطات التنمية والمجالس المحلية لوضع استراتيجية تطويرية بغية تحسين صورة الشارع الاقتصادية وجاذبيتها.

ويقول التقرير بان حركة التطوير والتحسين هذه هي في مرحلة ناشئة جدا على الرغم مما لا شك فيه ان المصلحة الاقتصادية تركز على المناطق الداخلية من المدينة التي تكون لديها عادة ما مواقع ممتازة ولكنها تعاني من افتقار السمعة الا انه ستكون ثمة مبادرات مستقبلية لاستعادة قيمة هذه المواقع.

تم تطوير منطقة كانات باليس في مدينة نيو دلهي من قبل مجلس بلدية نيودلهي وسبق ان تمت عملية تجميل حديقتها المركزية من قبل السلطات البلدية كما تجري الآن اعمال تحسين الطرقات والمباني الرئيسية من قبل السلطات المعنية.

وكذلك الحال بالنسبة لسوق خان التي تمت عملية أعادت تحسينها من قبل أصحاب المحلات. وأضاف التقرير بأنه في ظل صيرورة إمكانيات تطوير الشوارع التجارية واقعا بشكل متزايد في السنوات القادمة فمن المتوقع ان تتقوى سمعة التجزئة لهذه الشوارع الراقية في المستقبل ، الأمر الذي يتيح فرصة لنمو تجارة التجزئة على امتداد هذه الممران الراقية في المدن الهندية.

هذا واضح أيضا من الواقع بان الإيجارات لمحلات الشوارع الراقية قد تضاعفت في السنوات القليلة الماضية حيث كان أسعار الإيجارات في حدود 650 روبية / قدم مربع شهريا في عام 2006 وارتفعت الى 1300 روبية لكل قدم مربع في الربع الأول من عام 2008م.

وأشار التقرير بان الزيادة في الإيجارات في محلات الشوارع الراقية قد تضاعفت تقريبا ومع الزيادة في الإيجارات التي تتراوح ما بين 30 % إلى 100 % على مدى السنوات القليلة الماضية فان النمو في زيادة الإيجارات في المدن الرئيسية بات مثيرا للإعجاب حسب التقرير.

كما أشار التقرير بان بعض الشوارع الهندية الراقية مثل سوق خان و كانات باليس في نيو دلهي و لينكنغ رود في مومباي تزحف ببطء باطراد في صفوف الشوارع الراقية حول العالم. الا ان هذه الوتيرة ليست جيدة حسب تشاكرابورتي وانها تعطي انطباعا بعدم وجود بنية تحتية جيدة ومساحة نوعية للتجزئة في البلاد.

كما يقول تشاكرابورتي بان ازدهار مراكز التسوق في الشوارع الراقية يحدث مع نمو في عدد السكان في المنطقة وعلى العكس من ذلك ان ثمة مراكز للتسوق يتم تطويرها في مكان منعزل فهي تجتذب الزبائن من المناطق البعيدة أيضا.

ولذلك يقوم مطورو مراكز التسوق في الكثير من البلدات الجديدة بتوفير البنية التحتية لسكان البلدة وفي الوقت ذاته تجتذب هذه المراكز الزبائن من المناطق المجاورة لها في السنوات الأولى من عملها لتستمر في ممارسة التجارة.


الا انه مع مروز فترة من الزمن سيأتي أيضا المحلات الراقية في هذه البلدات و تزدهر. ولهذا قال تشاكاربورتي بأنه ليست مسألة ازدهار المحلات الراقية على حساب مراكز التسوق او العكس وإنما سيودى ذلك الى ازدهار اقتصادا لبلد بأكمله.


 

الى الاعلى...... ^

تنبؤات الطقس 

أدبيات الهند

  All rights reserved  *  كافة الحقوق محفوظة

Akhbarul Hind (c) اخبار الهند