English Translation   ترجمة مجلة صادرات  الهند اتصلوا بنا الصفحة الأولى 
 
   

 

البلدان الخليجية و نقل الأشغال الى الهند

يمكنك في الوقت الحالي ان تطلب شركة بريطانية مقرها في لندن فيجيببك مركز اتصالات يعمل في نيودلهي، ويقوم بتحويل المكالمة مرة أخرى لأي جهة داخل أو خارج بريطانيا. أما اذا كنت تعمل في لندن أو في نيو يورك أو تورنتو أو سيدني ولديك مشكلة تتعلق باجهزة الكمبيوتر او برامجه، وتريد مساعدة احد المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، فيمكنك الاتصال برقم مباشر في الهند لتحصل على كل المساعدة المطلوبة من خبراء الكمبيوتر الهنود. وقامت شركات الاتصالات الكبرى، وعلى رأسها شركة الاتصالات البريطانية العملاقة التي تعرف اختصارا بـ "بي تي" بإقامة مراكز اتصال في الهند للاستفادة من الانخفاض الشديد في أجور العمالة في الهند مقارنة بالأجور في بريطانيا، الأمر الذي يجعل تكلفة الخدمة اقل كثيرا. ولم يعد الأمر مجرد حالات استثنائية، بل ظاهرة عامة اجتاحت بريطانيا وأوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا ونيوزيلندا وغيرها من البلدان الناطقة بالإنجليزية وتعرف هذه العمليات بـ "نقل الوظائف" فلقد نقلت حوالي مائتي ألف وظيفة من بريطانيا إلى الهند فقط خلال بضع السنوات الماضية. فهناك ولايات أمريكية تشهد عملية نقل مماثلة للوظائف إلى الهند وكذلك الحال بالنسبة للبلدان الأخرى.

قطاع تكنولوجيا المعلومات واقتصاد الهند:
أصبح قطاع تكنولوجيا المعلومات والقطاع الخدمي من أهم ركائز الاقتصاد الهندي فهو بالنسبة للهند ما قطاع التصنيع بالنسبة للصين فهذا القطاع هو اكبر مساهم في إجمالي الناتج المحلي للهند.

تكنولوجيا المعلومات وبداية نقل الوظائف إلى الهند:
لقد دخلت الشركات الهندية في السبعينيات في مجال تكنولوجيا المعلومات مثل " شركة تاتا كونسلتنسي سرفيسيز" تملكها مجموعة تاتا العملاقة و " شركة انفوسيس" لصاحبها كرشنا مورتي و " شركة وايبرو" لصاحبها عظيم بريمجي وهو مسلم واغني رجل في الهند وذلك بسبب توفر كوادر متخصصة في هذا المجال وبأجور منخفضة مقارنة بنظرائهم من الغربيين. فكانت هذه الشركات في البداية تقدم خدمات صناعة برمجيات الكمبيوتر لحساب الشركات العالمية مثل " المايكروسوفت" إلا أنها تقدم العديد من الخدمات في الوقت الحالي وسيزيد نطاق هذه الخدمات في المستقبل.


ظاهرة نقل الأشغال على نطاق واسع
كانت شركة وايبرو رائدة في استلام الأشغال الروتينية من الشركات العملاقة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا وكندا فكانت تقدم الخدمات عن بعد مثل استلام المكالمات من زبائن وعملاء تلك الشركات وتقديم المعلومات المطلوبة أو تحويل المكالمات إلى الجهات المطلوبة في تلك البلدان وتسمى هذه المراكز التي تقدم هذه الخدمات باسم " Call Centers " أي مراكز اتصال أو استلام المكالمات أو " BPO " أو مكتب معالجة الأعمال التجارية. أما الشركات الأخرى فما لبثت أن دخلت في هذا المجال الواعد. فبالإضافة إلى الشركات العملاقة التي تعمل في هذا المجال مثل " تاتا " أو " انفوسيس" أو " ويبرو" ثمة ألاف من الشركات الهندية تعمل في هذا المجال في كافة أنحاء البلاد حيث تنتشر مراكز الاتصالات هذه في المدن الرئيسية والمدن من الدرجة الثانية وحتى البلدات الصغيرة.

مراكز الاتصالات وتحسين ظروف المعيشة
باتت مراكز الاتصالات و معالجة الأعمال التجارية تدفع أفضل رواتب لموظفيها فلقد تحسنت ظروف ملايين من الأسر في الهند بسبب هذه الوظائف فموظفو هذه المراكز يتقاضون رواتب أفضل حتى من نظرائهم الذين يعملون في البلدان الخليجية بالوظائف المماثلة وبما أن أول شرط من شروط الحصول على وظيفة في هذه المراكز هو إتقان اللغة الإنجليزية وبما أن أكثرية المسلمين تخلفوا كثيرا في مجال التعليم الإنجليزي وعدم تلقيهم التعليم النظامي مثل ما هو الحال بالنسبة لغير المسلمين من الهنود حيث يميل المسلمون إلى التعليم العربي أو الديني إما بسبب حبهم للدين وإما بسبب فقرهم حيث أن التعليم النظامي مكلف للغاية بينما التعليم الديني شبه مجاني فلهذا لا يستفيد المسلمون من هذه الوظائف إلا نادرا.

مسلموالهند وما عسى ان يقدموا من خدمات للبلدان الخليجية والعربية
محمد نسيم الندوي شاب - 24 عاما وحديث التخرج من جامعة ندوة العلماء الإسلامية بلكنؤ يعمل في شركة " تاتا كونسلتنسي سرفيسيز" بقسم صناعة برمجيات الحاسوب باللغة العربية في بيلا بور في مقاطعة تاني ويتقاضي حوالي عشرة آلاف روبية شهريا وتسهيلات أخرى مع ظروف عمل حسنة ويعمل معه الكثير ممن درسوا في المدارس العربية.

وبما ان الهند هي من اكبر موردي خدمات تكنولوجيا المعلومات بما فيها صناعة برمجيات الحاسوب في جميع اللغات بما فيها اللغة العربية حيث ان الشركات مثل " تاتا كونسلتنسي سرفيسيز" و" شركة وايبرو" و"انفوسيس" وغيرها كثيرة تعمل في مجال صناعة برمجيات الحاسوب باللغة العربية فهذه المهمات تأتي إلى الهند عن طريق الشركات العالمية مثل " المايكروسوفت" و " اوراكل" و "أي بي أم " و " الياهو" وغيرها فتوظف هذه الشركات الكثير من خريجي الجامعات العربية من أبناء المسلمين. لقد صنعت عدد لا يحصى ولا يعد من البرمجيات العربية في الهند. فيمكن للمؤسسات الحكومية و غير الحكومية في البلدان الخليجية اللجوء إلى شركات اتكنولوجيا المعلومات لصناعة البرمجيات العربية حيث ان تكاليف تكون اقل بكثير بالمقارنة مع ذات الخدمات التي تقدمها الشركات في كل من الولايات المتحدة الأمريكية أو الغرب. وفضلا عما سبق وبسبب الثورة الهائلة التي حدثت في مجال الاتصالات يمكن للهند ان تقدم عدد لا يحصى ولا يعد من الخدمات للبلدان العربية خصوصا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثل استلام المكالمات بالعربية والرد عليها وتحويلها إلى الجهات المطلوبة وخدمات معالجة الأعمال مثل طباعة الأوراق المحررة من التقارير لحساب الجهات الإعلامية والمستشفيات والمؤسسات الحكومية والشركات الكبيرة وغيرها وتصميم مواقع للانترنت والتصميم الإعلامي(Graphic Designing) للجرائد والمجلات والكتب باللغتين العربية والإنجليزية وغيرها والعمل كالمراسلين المحليين للجرائد والمجلات والقنوات العربية التي يزداد عددها عاما بعد عام وكذلك العمل بصفة مترجمين لدى القنصليات والسفارات في الهند. كما يمكن لمن يجيدون العربية تقديم خدمات الاستشارات الطبية عن بعد وتقديم الحلول لكافة مشاكل الحاسوب سواء أكانت تتعلق بالأجهزة (الهاردوير ) و بالبرمجيات (السوفت وير) وحتى تقديم المشورة القانونية الخ...

وبما أن نقل الوظائف الروتينية إلى الهند بدلا من استقدام الموظفين من الخارج اقل تكلفة وربما ربع أو خمس من التكاليف الأصلية فستستفيد الجهتان المرسلة والمستلمة للوظائف في آن واحد فلا بد من ان تنال هذه الإمكانيات الخدمية لدى الهند اهتمام المؤسسات العامة والخاصة في البلدان العربية عاجلا أم آجلا وخصوصا في الحقبة القادمة من الزمن حيث يكون خفض التكاليف أو النفقات من هم كل مؤسسة أو شركة.

 

     
           

Akhbarul Hind © 2007