الهند تحتفل عيد الـ " ديوالي " أحد أشهر الأعياد الهندوسية

نيو دلهي - 12 نوفمبر 2007م

تحتفل الهند منذ يومين بعيد الانوار (ديوالي) أحد أهم وأشهر أعياد الهندوس توقد خلاله الشموع الزيتية التي يطلق عليها اسم (ديبس) ترحيبا بالهة الثروة (لاكشمي) التي يعتقدون أنها تزورهم خلال فترة الاحتفالات.

ويعتبر عيد (ديوالي) عيدا للبهجة والفرحة والإشراق والألوان الزاهية والأضواء البراقة والشموع التي يجب أن تزين بها المنازل في الـ15 من شهر (كارتيك) تبعا للتقويم الهندوسي الذي يصادف شهر اكتوبر أو نوفمبر من كل عام ووفقا للعادات الهندوسية فان الأضواء تدل على الصلاح والجودة.

ووفقا للمعتقدات الهندوسية فان (لاكشمي) تزور جميع المنازل خلال هذا اليوم لمنحهم بركتها حيث تضاء المنازل وترسم بعض الرسومات ويطلق عليها اسم (رانغولي) أي قدم الاله حيث ترسم بالأرز الملون عند مداخل المنازل كما أن هناك معتقدا آخر يقول ان الاله رام وزوجته سيتا وشقيقه لاكشمان كانوا عائدين الى منزلهم بمملكة ايوديا بعدما انتصروا على عدوهم (راوان ) وهو ملك سريلانكا في قديم الزمن.

ويعتبر عيد (ديوالي) من الأعياد الدينية الخاصة بالهندوس وأن عيد (ديوالي) يتميز بمشاركة جميع الطبقات سواء الغنية أو الفقيرة.

أن الاحتفالات بعيد (ديوالي) تستمر خمسة أيام وتختلف من مدينة لأخرى الا أنها تحظى بطقوس خاصة حيث يقوم المحتفلون بتنظيف منازلهم قبل بدء الاحتفالات ويقومون في اليوم الأول بفتح جميع النوافذ واشعال الشموع الزيتية داخل منازلهم وخارجها ويخصص كل يوم من تلك الأيام الخمسة لعبادة اله أو الهة معينة.

ويعتبر اليوم الأول الذي يصادف الـ13 من شهر (كارتيك) هاما جدا بالنسبة لرجال الأعمال في الولايات الواقعة غربي الهند حيث يقومون بترميم محالهم التجارية وشركاتهم وتزيينها كما يقومون بتزيين مداخلها بالرسوم والتصاميم التقليدية التي يطلق عليها اسم (رسوم رانغولي).

وتوقد خلال اليوم الأول أوان مصنوعة من الطين أو الفخار مليئة بشموع زيتية وذلك لابعاد الأرواح الشريرة كما يردد المحتفلون أغاني تمجد الالهة (لاكشمي) وتقدم لها الحلويات التقليدية وتعتقد النساء الهنديات أن اليوم الأول مبارك حيث يقمن بشراء الحلي الذهبية والفضية أو بعض الأواني المنزلية الجديدة بالنسبة للطبقات الفقيرة.

ويطلق على اليوم الثاني من الاحتفالات الذي يصادف الـ14 من شهر (كارتيك ) اسم (ناراك تشاتودراسي) حيث تقول الأساطير ان الملك ناراكاسور حاكم مقاطعة براغجيوتيشبور التي تقع جنوب مملكة النيبال كان ملكا شريرا يقوم بتخريب المجتمع من خلال سوء استخدامه للسلطة وان اللورد كرشنا قرر تدمير ذلك الملك ولذلك يحتفل في اليوم الثاني بالتحرر والخلاص من الملك الشرير.

أما اليوم الثالث (أي هذا اليوم)  من الاحتفالات فيطلق عله اسم (بالي براتيبادا) حيث كان بالي ملكا مشهورا تجاهل تعاليم كتب الهندوس الدينية الأربعة أو الـ(فيداس) وأزال فلسفتها من المجتمع الا أن الملك رغم الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها كان يتصف بالكرم ومساعدة الفقراء وان الأساطير الهندية تشير الى أن الملك الشرير وبعد فوزه على الاله (اندرا) استولى على أقراط الالهة (اديتي) كما سجن نحو 16 ألف من القديسات وبنات الالهة وان الاله (كريشنا) قتل الملك الشرير وحرر القديسات وبنات الالهة كما استعاد الأقراط التي استولى عليها الملك.

يتذكر الهنود الملك بالي خلال احتفالات اليوم الثالث حيث يقولون ان الصفة الوحيدة الجيدة التي كان يشتهر بها تساعدهم في التعرف على الصفات الجيدة لكل شخص حتى لو كان عدوهم اللدود.

ويطلق على اليوم الرابع من الاحتفالات اسم (بادوا) أو (فارشابراتيباد) فيرمز للاحتفال بتتويج الملك فيكراماديتيا حيث يعتقد أن سكان منطقة غوكول شمال الهند كانوا يحتفلون بعيد تمجيد الاله (انديرا) ويعبدونه بعد نهاية كل فصل خريف الا أن الاله (كرشنا) الصغير منعهم في أحد الأعوام من تقديم الصلوات للاله (انديرا) الذي غضب وأرسل مطرا غزيرا لاغراق منطقة غوكول.

ويطلق على اليوم الخامس والأخير اسم (بهايا-دوج) في الولايات التي تستخدم اللغة المهاراتية أو (بهاي-تيكا) في مملكة النيبال حيث تقول الأساطير ان اله الموت (يامراج) زار شقيقته (يامي) في ذلك اليوم ووضعت علامة حمراء يطلق عليها اسم (تيلاك) يضعها الهندوس على جباههم بعد تقديم الصلوات للالهة على جبهته كما وضعت أكاليل من الزهور حول رقبته ثم تناولت معه الحلويات حيث تمتعا بها وتبادلا أطراف الحديث وان الاله (يامراج) أعطاها هدايا خاصة تعبيرا عن حبه لها وأعطته شقيقته في المقابل هدية جميلة صنعتها بيديها.

وتحتفل معظم الطوائف في الهند بعيد (ديوالي) على طريقتها الخاصة وحسب وضعها المادي الا أن الفكرة العامة هي الاحتفال بفوز الخير على الشر والدخول الى الضوء من الظلام حيث الاعتقاد أن الضوء أو النور يقوي الناس على فعل الخير.

Akhbarul Hind (c) صادرات الهند